رحلة إلى السكون: لماذا لا نجده رغم سعينا الدائم؟

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتتسابق فيه القلوب نحو كل شيء، يبقى السكون حلمًا مؤجلًا… لكنه ليس بعيدًا.                                           مشهد يرمز إلى السك…

وليد حسانين
المؤلف وليد حسانين
تاريخ النشر
آخر تحديث

 في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتتسابق فيه القلوب نحو كل شيء، يبقى السكون حلمًا مؤجلًا… لكنه ليس بعيدًا.

                                         

منظر طبيعي هادئ يعبّر عن السكون والطمأنينة
مشهد يرمز إلى السكون الداخلي الذي نبحث عنه جميعًا


الجميعُ يبحث عن شيءٍ لا يُرى، لا يُلمس، ولا يُباع.
شيءٌ لا يمنحه المال، لا يُقدّمه النجاح، ولا يُثبّته الحب.
يسمونه راحة، سلام، أو توازن… لكن اسمه الحقيقي: سكون.
نظن أننا سنجده في العُزلة، أو بعد إنجازٍ كبير، أو حين نُغلق الباب خلفنا.
لكن الحقيقة أن الضجيجَ الحقيقي لا يسكن في الخارج… بل فينا.



السكون ليس صمتًا… بل اتفاقٌ داخلي

السكون لا يعني انعدام الأصوات، بل هو توافق داخلي بين ما نعيشه، وما نؤمن به.
هو حين تتوقف النفس عن المقاومة، وتبدأ في التقبّل بوعي.

قد تجلس في صحراء بلا صوت… وتظل روحك تصرخ.
وقد تكون وسط زحام… لكنك ساكنٌ كأنك في حضرة نور.


عندما تكون الروح مزدحمة… لا يكفي أن تُغلق الأبواب

نُغلق الهاتف. نطفئ الإشعارات. ننعزل عن الناس.
لكن، ماذا عن ضجيج الأفكار؟ عن صدى الذكريات؟
ماذا عن الأسئلة المؤجلة التي تطرق أبواب القلب ليلًا؟

السكون لا يُولد من الخارج… بل يبدأ من الداخل.
من مواجهة الذات. من الجلوس مع النفس دون أقنعة.
من الاعتراف بأن هناك شيئًا يجب إصلاحه… لا كتمه.


الزيف الذي نرتديه… كيف يُبعدنا عن السلام الحقيقي

كلما بالغنا في التظاهر بأننا بخير، ابتعدنا عن السكون.
كلما زاد اهتمامنا "بما يراه الناس"، نسينا "ما نراه نحن".

السكون الحقيقي لا يسكن القلوب المليئة بالزيف، بل يزور من اختاروا الحقيقة، مهما كانت موجعة.
هو نتيجة طبيعية لحياة تعيش فيها كما أنت، لا كما يُفترض بك أن تكون.


السكون لا يُعطى… بل يُكتسب

لا أحد يمنحك السكون…
أنت الذي تخلقه، عندما:

  • تترك ما يؤذيك ولو بدا محبوبًا.
  • تغفر لنفسك وتتصالح مع ماضيك.
  • تتعلم أن بعض الأسئلة لا تحتاج إجابات، بل تحتاج وقتًا.

السكون لا يحدث فجأة… بل يزحف إليك بهدوء، كلما اخترت السلام على الصراع.


سكونك بداخلك… لكنه ينتظر أن تراه

قد يكون أقرب مما تتخيل.
قد يزورك في لحظة دعاء صادق، أو في ابتسامة عابرة من قلبك،
أو حتى في دمعة شعرت بعدها بالخفّة.

السكون ليس شيئًا نملكه… بل حالة نصل إليها، حين نتوقف عن الركض ونبدأ في الفهم.


ماذا بعد؟

في المقال القادم:

"علامات تشير أنك بدأت تلمس السكون دون أن تدري"
لأن بعض التغيّرات تبدأ بصمت… لكنها تغيّرك للأبد.


هل شعرت يومًا أن السكون يقترب؟ شاركنا في التعليقات.
ولا تنسَ أن تحفظ هذه السلسلة… لأنها ستكون رحلتك إلى الداخل.


بإذن الله، سوف أقوم بعمل سلسلة مقالات على قدر بحثي ومعرفتي،

وأتمنى من الله أن يجعلنا سببًا في إضاءة الطرق المعتمة،

وأن نهمس للقلوب المُتعبة بما يطمئنها،

ويعيد إليها شيئًا من السكون الذي تستحقه.


فإن وُفّقنا، فبفضل الله،

وإن قصّرنا، فنسأله الستر والتوفيق لما هو خير.


                        

تعليقات

عدد التعليقات : 0