رحلة سكون (10): ما بعد السكون… كيف تبدأ حياة تشبهك؟

> بعد كل ما مررت به، هناك سؤال واحد فقط يجب أن يُطرح: هل أنت مستعد لتبدأ الحياة التي تُشبهك؟ هذا المقال ليس نهاية، بل دعوة لبداية أنضج… من الداخل أولًا. (1) ال…

وليد حسانين
المؤلف وليد حسانين
تاريخ النشر
آخر تحديث


> بعد كل ما مررت به، هناك سؤال واحد فقط يجب أن يُطرح: هل أنت مستعد لتبدأ الحياة التي تُشبهك؟

هذا المقال ليس نهاية، بل دعوة لبداية أنضج… من الداخل أولًا.



(1) السكون لا يعني النهاية، بل البداية التي كنت تؤجلها

هناك لحظات لا تُقاس بالوقت… بل تُقاس بالتحوّل الذي يحدث فيك.
لحظة تدرك فيها أنك لم تعد نفس الشخص، رغم أنك لم تبرح مكانك.

رحلة السكون لم تكن استراحةً من العالم، بل استعادة للعالم بداخلك.
كنت تظن أنك تهرب، ولكنك كنت تعود.
تعود إلى نفسك… لا إلى ما كنت عليه، بل إلى من كنت تبحث عنه طوال الوقت.


(2) كيف نعرف أن الحياة التي نعيشها تشبهنا فعلًا؟

قد نعيش سنوات طويلة في حياة صاخبة لكنها لا تُشبهنا.
نلبس ما لا نحب، نقول ما لا نعني، ونُجامل على حساب قلوبنا.
ثم نُرهق ونظن أننا فشلنا… بينما الحقيقة أننا لم نبدأ بعد.

الحياة التي تشبهك هي تلك التي:

  • لا تشرح نفسك فيها كثيرًا.
  • لا تتنازل فيها عن حدودك لتُرضي الآخرين.
  • تشعر معها أن قلبك في راحة، حتى وإن كان الطريق صعبًا.

الحياة التي تشبهك لا تعني حياة مثالية، بل حياة صادقة.


(3) من السكون إلى الصدق… خطوات البداية الجديدة

كل بداية حقيقية لا تبدأ من الخارج، بل من الداخل.
لا تحتاج إلى تغيير مدن، أو أشخاص، أو وظائف…
بل تحتاج إلى أن تُغيّر كيف ترى نفسك في كل هذا.

إليك بعض القواعد التي قد تساعدك:

1. لا تُسرع.

الوعي لا يأتي دفعة واحدة، بل كقطرات متتابعة.
لا تظن أنك تأخرت… أنت فقط تنضج بهدوء.

2. لا تتكلم كثيرًا.

احمِ ما نضج في داخلك بالصمت.
العمق لا يحتاج إلى تبرير.

3. لا تُكثر الشرح.

من يفهمك لن يحتاجه، ومن لا يفهمك لن يُصدقك.
الوضوح الداخلي يغنيك عن الإقناع الخارجي.

4. لا تعُد حيث كسرك أحدهم.

تلك الأماكن تُطفئ نورك مهما كنت قويًا.


(4) كيف تحافظ على السلام الداخلي وسط عالم صاخب؟

أن تعود إلى الحياة بعد رحلة السكون، لا يعني أن تتخلى عن هدوئك.
بل أن تتعلم كيف تحتفظ به… وسط الزحام، وسط التوقعات، وسط الضغط.

إليك كيف:

  • اختر معاركك بعناية.
    ليس كل خلاف يستحق طاقتك.

  • اختر علاقاتك بلطف.
    الراحة التي يمنحها الشخص الصحيح، لا تعوضها ألف علاقة عابرة.

  • اختر الصمت بدلًا من التسرّع.
    في كثير من المواقف، الرد الفوري خسارة… والصمت حكمة.

  • اختر أن تعود إلى نفسك باستمرار.
    اجعل لنفسك وقتًا لا تقطعه لأحد.
    سلامك أهم من رأي الناس بك.


(5) صوتك الداخلي… لا تتجاهله هذه المرة

كلنا نسمع ذلك الصوت الصغير بداخلنا… لكننا كثيرًا ما نسكته.
بالخوف، أو بالتبرير، أو بتأجيل القرار.
لكن بعد كل ما مررت به، حان وقت الإنصات له.

  • إن قال لك "توقف"، توقف.
  • إن قال لك "غيّر الطريق"، لا تخف.
  • إن قال لك "اصبر"، فربما ينضج شيء فيك.

ذلك الصوت الصادق بداخلك، ليس عدوك… بل دليلك.


(6) ماذا يعني أن تبدأ حياة تشبهك فعلًا؟

أن تبدأ حياة تشبهك، لا يعني أن تنقلب على كل شيء فجأة.
بل أن تُعيد ترتيب أولوياتك… أن تبدأ بالأشياء الصغيرة:

  • أن تنام وأنت مرتاح الضمير.
  • أن ترفض ما لا يليق بك… دون خوف.
  • أن تقول "لا" حين تستحق نفسك أن تُقال لها "نعم".

أن تبدأ حياة تشبهك، يعني أن تنظر في المرآة ولا تشعر بالخذلان.
أن تسمع صوتك في قراراتك، لا في ندمك.


(7) ما بعد السكون… ليس هدوءًا، بل حركة مختلفة

رحلة السكون لم تكن هروبًا… بل تدريبًا على الإصغاء.
والآن، وأنت تخرج منها، عليك أن تتحرك.
لكن لا كما كنت، بل كما صرت.

  • تحرك نحو الحياة، لكن دون أن تُفرط في نفسك.
  • تحرك نحو أحلامك، لكن دون أن تُطاردها بذعر.
  • تحرك نحو الناس، لكن لا تنسَ أن تعود إلى وحدتك حين تحتاجها.

الحركة الهادئة أقوى من الاندفاع الأعمى.


(8) في النهاية… لا تنسَ لماذا بدأت

في ختام هذه السلسلة، لست مطالبًا بأن تُصبح شخصًا جديدًا.
لكنني أرجو أن تكون اقتربت من نفسك أكثر.
أن ترى الأمور بصفاء، أن تشعر أنك لا تعيش بالصدفة… بل بالنية.

رحلة "سكون" كانت مرآة… لكن القرار كان وسيظل قرارك.

هل تختار أن تعود كما كنت؟
أم تبدأ أخيرًا… حياة تشبهك؟

المقال السابق:

رحلة سكون (9): حين تعود إليك نفسك كما لو كنتَ غريبًا عنها




تعليقات

عدد التعليقات : 0