حين تشعر أنك لست بخير.. ولا أحد يلاحظ"رحلة سكون"

> كثيرون يقولون: "أنا بخير" وهم في الحقيقة يهمسون داخلهم: أنا لست بخير. هذا المقال يفتح نافذة على الشعور الصامت، حين لا يلاحظ أحد ما تمرّ به. ر…

وليد حسانين
المؤلف وليد حسانين
تاريخ النشر
آخر تحديث

 > كثيرون يقولون: "أنا بخير" وهم في الحقيقة يهمسون داخلهم: أنا لست بخير.

هذا المقال يفتح نافذة على الشعور الصامت، حين لا يلاحظ أحد ما تمرّ به.

رحلة هادئة في أعماق اللحظة التي يبدو فيها كل شيء طبيعي… إلا قلبك.

شخص يجلس وحيدًا في لحظة تأمل صامت، تعبيرًا عن شعور "أنا لست بخير" دون أن يلاحظه أحد
عندما يبدو كل شيء هادئًا في الخارج، بينما يهمس الداخل: أنا لست بخير


حين تشعر أنك لست بخير.. ولا أحد يلاحظ


"أنا لست بخير"... عبارة بسيطة، لا تُقال كثيرًا، لكنها تُشعرنا بثقلٍ لا يُحتمل حين تُحبس في الصدر.

تمر بنا لحظات نبدو فيها هادئين، مبتسمين، نمارس يومنا كأن لا شيء يؤلم. لكن الحقيقة؟ أننا نقاوم بصمت، نكتم في داخلنا حزنًا لا يُقال، وانطفاء لا يراه أحد. في مثل هذه اللحظات، لا يكون الأمر ضعفًا… بل إنها صرخة داخلية لا صوت لها.

في هذا المقال، نغوص معًا في تلك اللحظة العميقة… لحظة أن تقول بداخلك: أنا لست بخير، بينما لا أحد يلاحظ.


🟦 1. علامات الانطفاء الداخلي التي لا تُرى

الانطفاء لا يأتي فجأة. يبدأ خفيفًا، ككسل لا تفسير له… كأنك لا تريد النهوض من سريرك. لا تحب التواصل، لا تستمتع بما كنت تحبه. كل شيء يبدو باهتًا.

المشكلة أن من حولك لا يرون ذلك. يرون فقط أنك تمارس حياتك: تذهب، وتضحك، وتُجيب بـ "الحمد لله" كلما سألك أحد. لكنهم لا يسمعون نبرة صوتك التي تغيرت، لا يلاحظون أنك تضحك مجاملة… وأنك تقول: "أنا تمام" وأنت بداخلك تهمس: أنا لست بخير.

هذه بعض العلامات التي تظهر عندما لا تكون بخير رغم ما يبدو عكس ذلك:

  • تغيّر في روتينك اليومي بلا سبب واضح.
  • نوم كثير أو أرق طويل.
  • فراغ داخلي رغم الانشغال.
  • تجنّب الناس رغم محبتهم.

🌀 لمسة نور: أحيانًا، الذين يظهرون الأقوى، يكونون الأضعف لحظة غياب الضوء. لا تفترض أن الصمت يعني الراحة… ربما هو فقط شكل آخر من الانهيار.


🟩 2. هل نريد فعلًا من يلاحظ؟ أم نخاف أن يُقترب؟

هناك مفارقة غريبة: في اللحظة التي تتمنى فيها أن يلاحظك أحد، تخاف أن يقترب.

قد تقول في داخلك: "أريد فقط أن يشعر بي أحد، أن يلاحظ أنني أتألم"، لكنك في الوقت ذاته تغلق أبوابك. لماذا؟

لأنك خائف.

  • خائف من ألا يُصدّق وجعك.
  • خائف أن يُستهان بشكواك.
  • خائف أن يُقال لك: "لكن كل الناس تمر بهذا، شد حيلك!"

هذا الخوف يجعلنا نختار الصمت. نخفي وجعنا، ونُقنع أنفسنا أن الكتمان هو الحل. حتى عندما نشعر أننا نغرق، نبتسم… ونقول: أنا بخير.

🌀 سؤال المقال: هل خفيت وجعك مرة لأنك شعرت أن لا أحد سيحتويه؟ هل قلت لنفسك: "أنا لست بخير… لكن لا أحد سيهتم"؟


🟥 3. حين نُطفئ أنفسنا حفاظًا على من نحب

أحيانًا، نُخفي حزننا لا لأننا نخاف، بل لأننا لا نريد أن نقلق من نحب. نكتم الألم ونقول: "ليس الوقت مناسبًا."، أو: "هو مشغول.. لن يفهمني الآن".

هذه التضحية تُرهقنا. نحاول أن نكون الأقوياء في العائلة، الداعمين في العلاقة، المتفهمين في كل المواقف. حتى حين ننكسر، نلملم شظايانا بصمت، ونبتسم.

لكن من الذي يلمّنا؟ من الذي يشعر بنا؟

🌀 لمسة نور: الحب لا يعني أن تُخفي ألمك. لا أحد يستحق أن تُطفئ نفسك لأجله باستمرار. كن نورًا، لكن لا تُحرق ذاتك.




🟪 4. ماذا تفعل عندما لا يُلاحظ أحد أنك تتألم؟

حين يمر الوقت، ولا أحد يلاحظ أنك تُطفأ من الداخل، يبدأ سؤال مؤلم في الظهور: "هل أختفي تمامًا؟ هل أكمل وحدي؟ هل من جدوى؟"

لكنك لست وحدك. هناك خطوات بسيطة، لكنها قوية، يمكنك بها أن تبدأ بالخروج من هذا الضيق:

✅ 1. اعترف لنفسك بالحقيقة

قلها لنفسك بصدق: أنا لست بخير، دون خجل، دون تهرب. هذا أول ضوء في النفق.

✅ 2. اكتب كل ما تشعر به

الورقة لا تحكم عليك. اكتب، حتى لو لم تقرأ ما كتبت بعد ذلك. الكتابة تُفرغ السموم النفسية بصمت.

✅ 3. توجّه لله بصوتك أو في قلبك

حين لا يفهمك أحد، الله يسمع كل ما لم تستطع قوله. قل له: "يا رب، أنا لست بخير، فكن معي."

✅ 4. لا تُعاقب نفسك

مشاعرك ليست عيبًا. لا تخجل من التعب. أن تكون هشًّا لا يعني أنك ضعيف… بل إنسان.

🌀 لمسة نور: قد لا يلاحظ الناس ألمك، لكن الله لا يغفل. والله أقرب من أنفاسك، يعلم متى اختنقت، ومتى تظاهرت بالقوة.


🧡 ختام: لا تُطفئ نفسك أكثر

حين تمرّ بلحظة تقول فيها داخلك: أنا لست بخير، اعلم أن هذا الصوت بداخلك صادق… فلا تُسكته.

أن لا يلاحظك أحد، لا يعني أن ألمك غير حقيقي. وأن تُكمل وحدك لا يعني أنك وحدك حقًا.

أنت كافٍ. أنت مرئي عند الله. وكل من يظن أنك بخير، ليس مُلامًا… ربما لم يعتد أن يرى الانطفاء حين يأتي متخفيًا.

🌀 أثر ختامي:

لا بأس إن لم يلاحظ أحد حزنك… يكفي أن تلاحظه أنت، وتعتني به. فحين تقول بصدق: "أنا لست بخير"، تكون أول من أنقذ نفسه.

المقال السابق:

لماذا نشعر بالوحدة رغم وجود الناس؟ رحلة نحو الداخل الصامت

 



تعليقات

عدد التعليقات : 0